عدا عن أن طعامنا اليومي هو أيضاً غذاءنا اليومي فإن بإمكانه أن يكون دواءنا اليومي، الذي يجعلنا في مأمن لكثير من الأمراض. وهذه الفكرة ليست بدعة جديدة ولكنها كانت من مبادئ أبقراط منذ ألفين وأربعمائة سنة تقريباً. ومنذ ذلك الوقت نسي الناس هذه البديهية نسياناً تاماً. ومن المهم إعادة إعطاء الغذاء الأهمية الحقيقية على ضوء كل الكوارث الحادثة بسبب أخطاء الزراعة الصناعية بشكل مفرط بحيث أنها شكلت الأساس لأمراض متعددة.
ويكفي في الواقع أن نلقي نظرة فاحصة على غذائنا الحالي من منظور الأداء الجيد لخلايا أجسامنا وعلى عاداتنا الغذائية الكارثية حتى نصعق. إن غذائنا يخضع للتكرير الصناعي بعد يوم ويتلوث بمنتجات كيماوية مثل مبيدات الأعشاب ومبيدات الحشرات والملونات والمواد الحافظة، أما اللحوم ومن التطرق إلى موضوع مرض جنون البقر (ESB) فإنها تتعرّض "للتسمم" بسبب المضادات الحيوية والهرمونات المسنة للماشية. وماذا نقول عن الماء، عندما يضاف إليه الكلور من أجل التخلص من الميكروبات فإنه يعوض عن احتوائه للميكروب باحتوائه على المواد الثقيلة مثل الزئبق والرصاص إلخ...